من مقدمة الكتاب :
واجتاح الغضب حمزة؛ فخرج سريعًا لا يقف على أحد، كما كان يصنع، يريد الطواف بالكعبة، مُعِدًا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به، حتى دخل المسجد، فرآه جالسا في القوم؛ فأقبل نحوه، وضرب رأسه بالقوس؛ فَشَجّهُ شَجَّةٌ منكرة، وقال: «أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول؟! فاردد علي إن استطعت». وقامت رجال من بني مَخْزُوم إلى حمزة؛ لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عُمارة؛ فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحاه. فلما أسلم حمزة، عرفت قريش أن رسول الله لا قد عَزَّ، وأن حمزة سيمنعه؛ فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه (١). إنها الطامة التي لن تملك قريش لها دفعا…. وَأَعَزُّ الله الإسلام بحمزة… ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله الله هو عن المستضعفين من أصحابه. وَأَرَجُحُ أن حمزة الا الله قد أسلم في السنة الثانية من الهجرة، ورجح ذلك ابن حجر في «الإصابة»، وابن عبدالبر في «الاستيعاب وتبعهما القسطلاني في «المواهب». ولما أسلم عمر قوي الإسلام بحمزة وبه، وعلم المشركون أنهما سيمنعان رسول الله والمسلمين (٢). ألقى الله في قلب حمزة الإيمان عن يقين، وقال له الرسول الله : وأشهد أنك الصادق شهادة الصدق، فأظهر يابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما