“الذكريات تمر بخاطري وأنا واقفة في الفصل، بدأ شريف يتحدث عن الإبداع والتمرد مع الطلبة والطالبات، تجربة جديدة نعيشها في جامعة ديوك زوجان يتقاسمان الفصل كما يتقاسمان الفراش، أحياناً يحدث الصراع، لم يكن شريف من الرجال الذين تؤرقهم ذكورتهم، معركته في الحياة لم تكن لإثبات تفوقه الجنسي، كان يعيش حلماً كبيراً منذ الطفولة، تغير العالم، إسقاط الرأسمالية الكونية، إحلال الاشتراكية، العدل المثالي والحب.
التقينا حول هذه المبادئ الثلاثة منذ ثلاثين عاماً… في النفى رأيت مدينتي القاهرة تمتد في خيالي بين أحاسيس الكره والحب، الرغبة والنفور، تمتد أمامي في الغربة الطويلة، تسكنها وجوه صديقاتي وأصدقائي يشتعل قلبي بالحنين لأسكن معهم هذه المدينة، أجوب معهم شوارعها أتمشى على شاطئ النيل تحت ضوء القمر مع رجاء وصفية وسامية ورفاعية وبطة، تستمر نوال السعداوي، في الجزء الثاني من سيرتها الذاتية، في اقتحام حياتها، محولة “مذكراتها إلى كلمات على أوراق راسمة” من ذكرياتها المتزاحمة في خيالها صور تقتحم بها المحظور من ذاتها، ومن طفولتها وزواجها… وماضيها، متوقفة عند لحظات من عمرها لتضرب فيها كالمشرط الذي تعكسه في عملها كطبيبة. في مذكراتها تكشف نوال عن المستور من التقاليد والآفاق الاجتماعية والسياسية، ضاربة بعرض الحائط بكل ما تتعارض مع أفكارها وآرائها وهي بهذا كله لا تكتب إلا ما يصور معاناتها ومآسيها لتكشف عن ذاتها بحرية ودون قناع