“يحكون في بلادنا، يحكون في سجن عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن، كان اسمه… لا تذكروا اسمه! خلوه في قلوبنا… لا تدعو الكلمة، تضع في الهواء، كالرماد.. خلوه جرحاً راعضاً لا يعرف الضمار طريقه إليه… أخاف يا أحبتي… أخاف يا أيتام… أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء، أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء! أخاف أن تنام في قلوبنا جراحنا.. أخاف أن تنام!! العمر… عمر برعم لا يذكر المطر.. لم يبك تحت شرفة القمر، لم يوقف الساعات بالسهر.. وما تداعت عند حائط يداه.. ولم تسافر خلف خيط شهوة.. عيناه! ولم يعرف الغزل، غير أغاني مطرب ضيّعه الملل، ولم يقل لحلوة: الله! إلا مرتين، لم تلتفت إليه.. ما أعطته إلا طرف عين، كان الفتى صغيراً.. فغاب عن طريقها ولم يفكر بالهوى كثيراً..