يتأمل عادل عصمت في “أيام النوافذ الزرقاء” – بخبرة عميقة – قوة المكان وسطوته من خلال ذكريات سني الطفولة في بيت العائلة الذي أصابه التلاشي والخراب.
تدور أحداث الرواية حول “البيت” الذي ليس بالمسكن الذي نعرفه المكون من أعمدة وجدران صماء، بل هو ذلك النموذج الأصلي لبيت الطفولة الذي يحمله كل منا في أعماقه من خلال عائلة من الطبقة الوسطى تعيش في دلتا مصر بمدينة طنطا أثناء فترة التحولات التي سبقت النكسة في 1967، ونهاية الحقبة الناصرية. حرب الإستنزاف في أوجها والغارات تتوالى على البلاد تضرب مصانع “أبو زعبل” ومدارس الأطفال. نوافذ البيوت طليت باللون الأزرق وصافرات الإنذار تدوي كل يوم.
يحلم الراوي طوال الوقت بالعودة إلي بيت جدته، ويستعيد –عبر الخطابات- علاقاته مع خاله نبيل الذي سافرإلى ألمانيا للدراسة ولم يعد، وخاله فؤاد الذي أستشهد في حرب الإستنزاف وعاد في صندوق خشبي، وخاله محمود الذي بقي في البيت ولم يغادره. على النقيض، نجد أن “الجدة” هي الشخصية الوحيدة الحية في هذه العائلة عبر إرثها الروحي الذي يمتد إلى الأحفاد، يضعها عادل عصمت متأملا فكرة أن الأحياء هم الأموات، والأموات هم الأحياء.