هذه مسرحية شعرية أقدمها إلى قراء العربية. أردت بها أن أسجل مجدا من أمجاد هذا الشرق العربى فى تاريخه القديم وأصور شخصية عظيمة رائعة عاشت تحت سماء وادى النيل العزيز قبل زهاء ثلاثة وثلاثين قرنا وقامت بجهاد روحى نبيل ورسالة فكرية سامية يشهدان بأن هذا الجزء من الأرض (الوطن العربى اليوم) لم يزل منذ الأزمنة الموغلة فى القدم مهد الرسالات الإنسانية العظمى ومطلع شموس الفكر والحضارة والعرفان والحكمة والبيان.
إن حياة إخناتون كما تصوره هذه المسرحية لحياة ملأى بالعبر والعظات. حافلة بمواقف البطولة والتضحية، والجهاد فى سبيل المثل العليا فى الحياة، والسعى لإدراك الحقيقة الخالدة. ولعلنا أبناء العرب وأحفاد الفراعنة والبابليين والأشوريين والفينيقيين والقرطاجيين وعاد وقوم تبع. وورثة تلك الحضارات كلها التى توجتها العناية الإلهية بالحضارة المحمدية لتشهد الدنيا منا خير أمة أخرجت للناس ولنكون شهداء على الأمم– نتعظ، فيما نتعظ به من أحداث تاريخنا الأكبر وسير رجاله وأبطاله بحياة جدنا هذا العظيم وما أصابه فى جهاده من نجاح ومن إخفاق فنتعلق بأسباب الأول ونتقى مهاوى الثانى.