يؤكد هذا الكتاب منذ البداية أن إسلامية المعرفة تعبير عن رؤية منهجية ومنظور معرفي، وليست حقلاً علمياً دراسياً أو تخصصاً أو أيديولوجية أو نحلة جديدة، وإسلامية المعرفة تسعى دائماً إلى التجدد والتبلور واكتشاف الذات والواقع، وعدم التقوقع أو الوقوف عند مرحلة زمنية معينة، أو مقولات ثابتة. وإن إدراك حقيقة إسلامية المعرفة يتوقف على النظر إليها على أنها منهج في التعامل مع المعرفة ومصادرها أو منظور معرفي في طور البناء والإنضاج.
والجمع بين القراءتين أساس وقاعدة ضمن عملية إسلامية المعرفة، فكل من القراءتين ركن معرفي ومصدر إنشائي لا يمكن تجاوزه أو التساهل في قراءته، ويستحيل قيام عمران رشيد، وحضارة سديدة بدون جمعهما وضمهما معاً. وقضية إسلامية المعرفة إذن قضية منهجية تقوم على اكتشاف العلاقة المنهجية بين الوحي والكون، ومن ثم فإن أفكارها ومعالمها المنهجية تتضح في إطار محاور ستة (
إسلامية المعرفة ضمن إطارها الفلسفي المعرفي، وضمن صلتها بالوحي وبالكون لا بد أن تتحرك صوب أهداف ومقاصد عليا تمكن من إعادة الربط بين المعرفة والعلم والقيم، وضرورات التفاعل والجمع بين القراءتين، قراءة الوحي وقراءة الكون والإسهام في حل إشكالات النهايات الفلسفية الجامدة التي سقطت فيها المعرفة الغربية المعاصرة… سواء في نهاية التاريخ أو نهاية العالم. إسلامية المعرفة في طورها هذا، وفي مرحلة نموها تلك تدعو إلى استنفار ثقافي إسلامي عالمي، باتجاه عالمية شاملة لبناء حضارة الإنسان وتعمير الأرض… وبناء الأمة الوسط، الخيرة الراشدة الداعية إلى المعروف والناهية عن المنكر والساعية لسعادة الدارين.