لا شك أن الفكر الإسلامي قدم فيما مضى قراءات متعددة للدين وللنص الديني تختلف وفق المعطيات الزمانية والمكانية لتلك القراءات. فكانت لكل مرحلة تساؤلاتها وإشكالياتها التي تعبر عن هموم الفرد والمجتمع آنذاك، وكان الفقيه والمفكر يستجيبان للأسئلة المصطفة أمامهما بحثا عن اجابات تلبي حاجات المسلم وتطلعاته، تحفظ للشريعة الإسلامية دورها في الحياة.
وفي هذا الكتاب إشارات مكثفة لمعالم عدد من المشاريع الإصلاحية المضادة للإستبداد، ولمحات سريعة لبعض إشكاليات التجديد ضمن تلك المشاريع، لا أحسب أنها سوّت تلك الإشكاليات أو وضعت حلولا نهائية لها وإنما هي ومضة في فضاء الإصلاح المعرفي يمكن تطويرها ومعالجتها مستقبلا في مجالات اوسع. ومن الله نستمد العون والسداد.