يطرح الكتاب الفكرة السائدة والتي تقول بحيادية العلوم والمعرفة و التي تقصد دقة ومنهجية وموضوعية العلوم والبحوث العلمية و أدواتهما، والتي تنفي عنه صفة التحيز أو الخصوصية الغربية، إنما تطلق عليه صفة العالمية, للنقد.
ولأننا في العالم الثالث يغلب علينا صفة الاستهلاك, قمنا بتقليد العلوم والمعرفة و نقلها كما هي و أطلقنا عليها نفس الصفات التي وسمت به مثل: الحياد والموضوعية العلمية، وقمنا بإبتلاعها، دون تنبه للتحيزات الكامنة بداخلها، ولا لخصوصيتها الغربية، وظروف نشأتها، وأعتبرنا رفضها أو عدم تقبلها أو حتى فشلها بعد النقل، تحيز أو تعصب لفكرة معينة
ينطلق المسيري في كتابه بإعتبار التحيز صفة لكل ماهو إنساني، والعلوم والمعرفة بطبيعة الحال معارف انسانية، كما وضح أن التحيز -بناء على إنسانيته- لا يعني دائماالعداوة, لكن المشكلة هي في اللبس الحاصل في نفي حصول هذا التحيز وإدعاء إنتفاءه، وبالتالي محاولات الاستنساخ الفكرية الفاشلة لهذه العلوم والمعارف في العالم العربي والإسلامي، دون الإنتباه لخصوصية المنطقة والإعتبارات الثقافية والتاريخية والاجتماعية، التي تخص هذه المجتمعات, والتحرج أو الرفض لكل محاولة تحيز إسلامي معرفي أو الموقف المقابل وهو رفض العلوم والمعرفة بشكل تام لتحيزها الغربي دون التطرق للبديل.
الكتاب إمتداد لمشروع المسيري في نقد الحضارة الغربية، وهينمتها، وإضافة إلى ذلك محاولة بناء نموذج اسلامي بديل، وطرح أبرز سماته، وخصائصه، وليس بناء نموذج مرقع كما وصفه المسيري