يقول الإمام الغزالي في خطبة كتابه بأن غرضه في تأليف كتابه “الجام العوام عن علم الكلام” هو إنما كان لإجابة من سأله عن حقيقة مذهب أهل السلف، وما دخل عليه من تشويهات أهل التشبيه والحشوية في ما يتعلق بصفات الله تعالى. وإجابة الإمام أبي حامد الغزالي تلك تتضمن شرحاً لأقوال المشبهة والحشوية ورداً عليهم. وتبيان تهافت أقوالهم،
وإظهار حقيقة مذهب أهل السلف، في ما يحب أن يعتقده عوام الخلق. هذا ما صرح به الإمام الغزالي في خطبة الكتاب، أما ما لم يصرح به، فهو ما نستنتجه من مسار الكلام ومن عنوان الكلام، وهو أنه ألفه للرد على تأويلات علماء الكلام في ما خصّ نصوص الشريعة.