هذا الكتاب يتحدث عن مشكلة الهوية، وتحدي الإيمان والثبات، والتفكير بين النقد والشك، ومشكلة القدوات، والفوضى المعرفية، وغير ذلك لدى الجيل الصاعد.
أثارت رسالة واردة إلي قلقا كبيرا واهتماما خاصا في نفسي، أرسلها شاب وصف نفسه بأنه من الجيل الصاعد، بث فيها قلقه المعرفي والفكري بعد أن وصف جيله بعبارات مختصرة كاشفة عن مدى الاختلاف الرهيب بين الجيل الصاعد والجيل السابق.
وقد تبدو هذه الأسئلة عادية أو ترفية إلا أني أرى فيها خلاف ذلك، بل إني حين قراءتها كنت على سفر ضيق الوقت، لكن لم أستطيع تأجيل الجواب، فأخذت أتصور ملامح الجواب ثم أكتبه، ولم أرجع من سفري إلا وقد سجلت المقطع المرئي الأول، وتناولت فيه صفحات متعددة مرتبطة بالرسالة، فيها سؤال الهوية، وإشكال الفوضى المعرفية، وقضية الصحبة والزواج، والتعبد، والتزكية وغير ذلك، ثم تتابعت المقاطع حتى رأيت أن أحرر كتابا يكون مرجعا للجيل الصاعد في أهم التحديات التي تواجههم.