هذا الكتاب ليس قصيدة تحكي أمجاد الإنسان وتردد مفاخره ، إنما هو محاولة في سبيل كشفه واجتلائه …ذلك أن الكثير من مشاكل البشرية ، مردها تقطع الأسباب بينها وبين الانسان ، وقعودها عن العمل النائب البار من أجل اكتشافه ،واكتشاف مشيئته.
لطالما أقامت البشرية جسورها فوق هاوية….ولطالما أسلمت أمورها للبغضاء وللحظوظ الفاشيات . وكثيرا ما كانت – ولا تزال – تبدو كجيش زاحف تاه عن فائدة رحيل بينه وبين معرفة خطته المثلى ، وأمجاده السديد فتشتت واحتواه الضياع.
ولكن لحسن الحظ،انها أدركت اخيرا أنها لكي تصنع أقدامها الراسخة فوق صراط قويم …. يبدو أن الجمود التي يتطلبها هذا العمل الجليل لا تزال تطلب المزيد….ومن ثم ،فتبعات الذين يستطيعون الاسهام والمشاركة تناديهم وتهيب بهم كي ينهضوا ويتقدموا.
وهذا الكتاب ما هو الا جهد متواضع يتقدم على استحياء لياخذ مكانه بين الجهود الكبار العاملة من أجل اكتشاف الانسان ….اكتشاف حقيقته …واكتشاف مشيئته …واكتشاف القرص الواجب توفرها له كي يبلغ الميسور ، ويدرك مجده القادم.
وهو ، أعني الكتاب ، يتتبع الانسان – عبر نفسه- وخلال حضارته – ويبصره في افاف فكره – وفي اختياره – وحريته.