هذا الجزء الرابع من ملامح سيرة ومسيرة «ابن القرية والكُتّاب» يشمل سنوات حافلة بالأحداث على المستوى الشخصي، والمحلي والعربي والإسلامي والعالمي:
على المستوى الشخصي، تخرج كل أبنائي، وتزوج كل بناتي، وأمسيت جدًّا لعدد من الأحفاد والحفيدات. عينت عميدًا لكلية الشريعة ومديرًا لمركز بحوث السنة والسيرة. ونجحت في الدعوة إلى تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت. كما اخترت عضوًا في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وعضو مجلس أمناء مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية. كما حصلت على بعض الجوائز العالمية.
على المستوى العربي والإسلامي، انتصرت ثورة الإمام الخميني في إيران، وقامت الحرب العراقية الإيرانية، وغزا صدام حسين الكويت، وانتصرت ثورة الإنقاذ في السودان، وقام أول حزب سياسي إسلامي في الجزائر. وبدأت مسيرة الدعوة إلى السلام أو الاستسلام مع إسرائيل، ابتداء بـكامب ديڤيد وانتهاء بأوسلو. وانطلقت شرارة الانتفاضة الأولى في فلسطين، وتأسست حركة حماس وكتائب عز الدين القسام، وانتشرت دعوة الإخوان المسلمين في نحو سبعين قطرًا في العالم.
على المستوى العالمي، انتهزت أمريكا غزو الكويت لتقود تحالفًا دوليًّا ضد العراق لتضرب أقوى جيش في المنطقة يهدد إسرائيل. وقام الاتحاد الأوربي، بينما تفرق العرب والمسلمون شيعًا وأحزابًا؛ كل حزب بما لديهم فرحون.
ومن خلال هذه المذكرات، سيمر القارئ بمعظم أحداث العصر في منطقتنا العربية والإسلامية؛ بحكم أنني أعيش في قلب هذه المنطقة وهذه الأحداث. وقد قدر لي في هذه المرحلة أن أتفاعل بها ومعها متأثرًا ومؤثرًا؛ ولذلك يصعب أن تفصل ما هو شخصي عما هو عام. فقد كنا نعيش هموم الأمة، وآلامها وآمالها؛ عليها نمسي ونصبح، ونسكن ونتحرك.