عاش الفقيه المعذب أحمد تقى الدين بن تيميه حياة منتفضة متوترة من المعارك المتصلة .. حارب فيها بالقلم وباللسان ، وحتى بالسيف نفسه !. كانت معاركه لا تنقطع ، وإذا هدأت آثارها هو بنفسه من خلال رأى يخالف به ما ألفه الناس ، أو حملة يشنها على مايراه بدعة أو مخالفا للسنه .. كان ابن تيميه يشعر فى أغوار نفسه ، إنه يريد أن يهدم كل ماحوله ، ليبنيه من جديد .. ما جدوى العلم ، والفقه ، وكل الكلمات ، إن لم تستطيع أن أن تنتشل الإنسان ، وتحمى شرف الحياة ؟! . ماجدوى كل شئ إن كان الذعر يطارد الأمن ، والباطن يغشى الحق بدخان البارود والبهتان ؟ كان العصر ملئ بالفساد : فالولاة يرتشون ، ويبطشون بمن يقاومهم ، ومن العلماء من ينافقهم ، … ودور اللهو والفساد والخمارات أصبحت أكثر عددا من المدارس .. وكانت الدولة الإسلامية قد تمزقت إلى دويلات . وابت تيمية يشعر فى أعماقه بأنه مسئول عن إصلاح كل مظالم ومفاسد عصره .. وإنه سيلقى فى سبيل أداء مهمته بلاءا كثيرا ، ولكنه كان يدرك أنه بلاء فى الله .