السؤال الذي يحاول الباحث المتميز د. سامي عامري الإجابة عليه في هذا الكتاب هو: هل بالإمكان استعادة النص الأصلي للإنجيل قبل تحريفه؟ وهو في ذلك ينطلق من مُسَلّمة وهي أن جميع النقاد في الغرب -نصارى وغير نصارى- متفقون على أن جميع أسفار الإنجيل قد حرفت (وإن كان لا يشير لمن ينقل هذا الاتفاق، فلعله استقراء واستنباط منه).
الكتاب مصادره كثيرة، وبلغات متعددة، ويعتمد غالبا على كتابات علماء النقد الأدنى وشهاداتهم، وهذا يزيد من القيمة العلمية والموضوعية للكتاب. وهو يناقش أربعة محاور رئيسة: المخطوطات، والترجمات، والاقتباسات الآبائية، وبعض التحديات في استعادة النص الأصلي.
النتيجة التي يتوصل لها هي أنه من الصعب -إن لم يكن مستحيلا- الوصول للنص الأصلي للإنجيل، وبشكل أدق: لا يمكن لنا أن نجزم أن ما بين أيدينا اليوم هو النص الأصلي للإنجيل، وكما يقول علماء أصول الفقه: ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن النص الحالي مختلف تماما عن النص الأصلي.