قلبي الليلة مرهق بجرح، حزين كالمطر الأسود، في محطة قطار فقيرة نائية.. حتى الأصوات، تؤلمني، حتى كلمات الحب ترهقني… فقلبي الليلة مرهق كجرح، وكل ما حوانا يتوق إلى الصمت والسكينة… ولكن الناس يمارسون الكلام مستعيضين بالصوت عن المعنى، يثرثرون… يثرثرون… ولا يصمتون لحظة واحدة، ربما خوفاً من سماع صوت أعماقهم، كلمات… كلمات… كلمات، تتطاير في الفضاء…”. هكذا تطل غادة السمان من شرفات الكتابة: في أعماقها يقين المغامرة، وفي كلماتها بعد يحتضن فضاء الداخل وضوء يفترس ظلام الخارج. وهي في هذه النصوص كما لم تقرأها أبداً… يبدو الحنين ععندها وكأنه حنين إلى المطلق.
تنهدتك زمناً ..
و كانت المسافة بين جرحي و غرورك ليلة احتضار ..
و كانت المسافة بين صرختي و أذنيك قارة لا مبالاة
و كانت المسافة بين رأسي و رأسك وسادة شوك …
و ها أنا أجلس في المكان العتيق و قد فرغ تماماً من حضورك …