البخاري ومسلم؛ إماما الحديث و صاحبا الصحيحين، اللذان حفظا للأمة دينها بحفظ حديث رسولها (صلى الله عليه وسلم)، واللذان قيل في صدقهما وتوثيقهما ما قيل، أتى الدهر بمن ينتسبون إلى الإسلام- وما هم منه- يفترون عليهما، ويطلقون حملات التشكيك والتشويه في صدق ما نقلا لنا من أحاديث رسولنا (ص)، منطلقين من خلفية شعوبية وشيعية، لهدم اعتقاد الأمة في رموزها بالتدليس عليهم، مروجين أنهما مثّلا رؤية بني أمية التي تستهدف إقصاء أهل البيت.
وهذا الكتاب ما أتى إلا لينبه هؤلاء أنهم قد بلغ بهم الجهل إلى درجة الغفلة التي حجبتهم عن قراءة سنوات التاريخ فعن فقه حقائق التاريخ. و أنهم و أمثالهم ما هم إلا كناطح صخرة ليوهنها فما ضر إلا نفسه. وأن ما حاكوه ويحيكونه إنما هو واههي كبيت العنكبوت، بل هو أوهي.
كثيرة هي الافتراءات الشيعية على أهل السنة والجماعة الذين يمثلون أكثر المسلمين وسوادهم الأعظم, والناظر لهذه الافتراءات يدرك أنها كاذبة بمجرد التفكير بها بمنطقية, ولو أن مدعيها دقق في أصول الدين والتاريخ لأدرك ضعف حجته وبطلان اتهامه.