تُعَد مدينةُ حلب إحدى أقدم مُدن العالم؛ حيث يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام. ويُقدِّم الأديب والمؤرخ السوري «محمد أسعد طلس» في هذا الكتاب رصدًا تفصيليًّا للآثار الإسلامية والتاريخية الموجودة في مدينته الشهباء، التي تركت فيها الحضاراتُ المتعاقِبة بصماتٍ معماريةً وفنية رائعة، جعلت منها متحفًا حيًّا للتاريخ. وَلْنبدأ بسُورها القديم الذي يعود تاريخُه إلى ثلاثة عشر قرنًا قبل الميلاد؛ حيث بُني لصدِّ غارات الغُزاة. وإذا واصَلتَ السَّيرَ في الشوارع القديمة للمدينة، ترى الكثيرَ من المدارس القديمة والمساجد الفخمة التي يعود عهدها إلى الدولة الأموية مثل «الجامع الأموي»، هذا بالإضافة إلى العديد من الكنائس المسيحية الأثرية والمعابد اليهودية القديمة، أيضًا تُشرِف على المدينة «قلعة حلب» التاريخية المقامة على تلٍّ عالٍ بوسط المدينة؛ حيث تظهر شامخةً في مظهرٍ مَهِيب يعكس عَراقةَ هذه المدينة وبقاءَها.