اخترعتُ آدم، كانَ فكرة تلوِّحُ لي من مسافات شاسعة من البياض قبلَ أن أكتشفَ الحبر وأمدهُ لهُ أسطرًا طويلة من البوح، وعندما كتبتُ آدم أصبحتُه حتَّى لم أستطع أن أصبحَ سواه. بزغَ آدم في أدَمةِ هذهِ الرواية من ذنبٍ قديم منسي وراءَ تلافيفِ الأبعاد، ومن غلافِ كتابٍ يتأوهُ على رفِّ النسيان، ومن خيالِ حديقةٍ مسحت ذاكرتُها فظنَّت أنها وردة بلاستكية على طرفِ الجاكيت، ومن خطِّ دمٍ أسود أطول من إلياذة هوميروس وأثقل من صخرةِ سيزيف!
هنا ستجدُ نفسكَ تبحثُ مع آدم عن قاتلٍ هلامي، وتعيشُ مع والدتهِ وهيَ تفكُّ ألغازَ الحب المرسومة على البذلة العسكرية، وتحبو مع عزيز نحوَ النور في آخرِ نفقِ أحلامه، وستتناولُ جوعكَ مع أولئكَ الذينَ يعدُّون موائدَ أرواحهم على حوافِّ المدن، وستهتفُ للجموع، ستغني معها كأنك اكتشفتَ فمكَ قبلَ ثانية، واحذر لأنك ستحب وتشعرُ بالأمل، وربما لا تسعفكَ النقطة الأخيرة في الرواية، وربما… يسعفكَ ما بعد ربما!
لقد جعلتُ علامات الترقيم وهمية ومؤقتة هنا، لأنَّني أعطيكَ الحق أيها القارئ لكي تضعَ علاماتك الخاصة، أسئلتك، وفواصلك، علامات تعجبك، وجملك الاعتراضية، ونقطة الختام. لكن! قبلَ أن تقرأ “الأكسجين ليسَ للموتى” خذ جرعتك من الألوان؛ لأنَّ الأمور رمادية جدًّا في الداخل، فاخلع قلبك وادخل الأحداث، فكل الخيال القادم حقيقيٌ جدًّا!