جمع «عبد الوهاب عزام» في هذه «الأوابد» عظيم إنتاجه، وأوفر أدبه، وأحسن نظمه ونثره، وأزكى ما صفت له روحه، فكانت بحق أوابد مجتمعات على غير ميعاد، فتجد بها إلى جانب المقاصد الإنسانية الشاملة نزعات إسلامية، وأخرى عربية قومية، وغيرها تاريخية. وهي بهذا ليست متنافرة الوجدان، إنما هي صورة من الجمال والحق والخير ومكارم الأخلاق تتمثل في كل شئون الحياة أحيانًا، وتتجسد في تاريخ الإسلام ومآثر العرب أحيانًا أخرى. وﺑ «الأوابد» مُتَّسع لصفاء النفس، وغدوات الروح، وسوانح الفِكر؛ فهي كلمات صادقات أراد بها الكاتب الحق والخير والصلاح والإصلاح، ونظمها بأسلوبه الفذ لتناسب عموم القُرَّاء، جامعًا بها أشتاتًا مما جاد به خاطره هنا وهناك.