كان زواجا فاترا ومخيبا . جاءت تحمل روحا مسيحية متواضعة , وجسدا طفلا ينفر من الرغبة, ويخاف دنس المتعة . كانت خيالا لا تشهق فيه عروق ولا تصخب دماء . ومع ازدياد نهمي وخيبتي كنت أندس في الكراهية والصمت . وكان يمكن أن أوالي انزوائي في الكراهية والصمت لولى أن الموت عاجلها. كان رحيلها مباغتا , حتى أني لم أستوعبه . والآن أذكر حيدا , ذلك الوقت الذي كنت عائدا فيه من المقبرة. كانت الشمس تتوهج على حافة الأفق كانفجار من الشهوات والبرتقال . وكان البحر شاجيا والجبال تسترخي على مصاطبها , وتسرح مع أشواقها المسائية كان الكون موجات من الفرح تتدافع بلطف, وتسير عبر مسامي . أحسست في داخلي حشدا من الأماني والرغبات تتواثب في ردهات صدري, ويقيم أعراسا يلهبها الشوق والجمال .كانت هي اللحظة الحاسمة في حياتي . وعرفت أن قدري هو أن أكشف السر الذي راوغني عمرا.