مثلما تتشابك أغصان الشجر في الغابة والأيكة، تتشابك فنون الكتابة وموضوعاتها في هذا الكتاب: من التأمل الفلسفي إلى رصد الظواهر الاجتماعية إلى الحكاية، في سرد يستهدف إنعاش الحواس. تتوالى فتنة الأصابع، غوايات الصوت، روائح الحب، بهجة الاستحمام؛ المدخل الضروري للعبادة والمقدمة المستحبة للرغبة. وتتعدد أماكن الاحتفاء بالحب؛ من السينما حيث خفة الوجود، إلى المطارات ومحطات القطار التي تُذكِّر بهشاشة الإنسان ومحدودية العُمر. وقريبًا من ذلك يأتي تأمل الألفة في تخطيط المدن وجماليات العمارة الحنون بشرفاتها التي تخلق الصلة بين ساكن البيت والعابر، وعلى الضد منها تخطيط وعمارة الريبة. ولا نغادر قبل أن نتعرف على الفنون المحتفلة بالحواس: الطبخ وأطعمة الغواية، الأزياء بوصفها منتجًا اجتماعيًّا، الرقص الشرقي ومعاني ملابسه وحركاته، الفيديو كليب، والفوتوغرافيا وولع الصورة السيلفي. وهكذا، تمتد طرق «الأيك» المتشعبة أمام القارئ لاكتشافها ومواجهة التيه اللذيذ فيها، من دون مخاطر الضياع!
الأيك في المباهج والأحزان هو نص مفتوح في تأمل حواس الإنسان، صدرت طبعته الأولى عام 2002 في سلسلة كتاب الهلال العدد 619، القاهرة.
وصفه بعض النقاد بأنه غير مسبوق في اللغة العربية. والكتاب يصعب تصنيفه تبعاً لجنس أدبي معين؛ فهو عبارة عن فصول حول الحواس، تتضمن تأملات وخبرات الكاتب في الحياة وفي كتابات الآخرين، كما يتضمن حكايات يمكن قراءتها بوصفها قصصاً قصيرة.