عشرات السنين ونحن نكيل التهم للمستشرقين، والمفكرين الغربيين بشكل عام، وهذا حق بشكل من الأشكال، إنه ردّ الفعل إزاء ركام من الأباطيل والأضاليل المرسومة بخبث وعناية… ولكن ماذا لو أضفنا إلى هذا جهداً آخر يسعى لمتابعة والتقاط شهادات التقويم الإيجابية بحق هذا الجانب أو ذاك من جوانب الإسلام قرآناً ونبياً وعقيدة وشريعة وتاريخاً وحضارةً؟!…
تلك الشهادات التي إذا ما عرضت المفكر الغربي أكدّ صدقها، ثانية وثالثة ورابعة، لأنه لم يقلها إلاّ بدافع قدرة الإسلام، في جانب ما من جوانبه، على تأكيد تميزه وتفوّقه وفاعليته.
إن أعداء الإسلام، في الداخل والخارج، لن يضيرهم شيء إن ظللنا نكتب عن الوجه الأسود للإستشراق والفكر الغربي، أما الوجه الآخر الذي تطمس عليه ظلمة التعصّب، وتغطيه ظلال الكراهية، فإن كشفه وتسليط الضوء عليه قد يردّهم إلى شيء من الصواب، وهم يرونه يصدر عن واحد من أصحابهم!!…
وهذا الكتاب لا يقتصر فقط على حوار المستشرقين بالمعنى الإصطلاحي للكلمة، بل إنه يتضمن – فضلاً عن ذلك – عدداً من مفكري الغرب والشرق، ممن قالوا كلمتهم الواضحة في الإسلام، وكتابه المعجز، ونبيه الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام)، وقد آل الأمر ببعضهم إلى الإنتماء الجاد المخلص لهذا الدين.
ويبقى هذا الكتاب مشروعاً مفتوحاً لحشود من غير المسلمين قالوا “كلمة الحق” في هذا الدين… عبر مشارق الدنيا ومغاربها… وهم يزدادون عدداً يوماً بعد يوم.