رغم المحاولات الكثيرة للإصلاح الإسلامي المعاصر فإننا بحاجة إلى فهم أعمق لحال الأمة وطول سباتها بما يكفل نجاح هذا المشروع , واستنهاضها , لتستعيد دورها الرائد والبناء , وفي قدرة الأداء والإعمار الخير . ويأتي هذا الكتاب محاولة جادة ليسهم بشكل عملي في تحقيق هذه الغايات النبيلة التي تستهدف التغيير الفعلي , في بناء عقلية الإنسان المسلم ونفسيته.
ويتناول أحد أهم ثوابت الإسلام والشريعة الإسلامية المثيرة للجدل , وهو قانون (نظام) العقوبات , بالدراسة والتحليل لكي يكشف وجوه قصور الخطاب الإسلامي المعاصر في إدراك حقيقة هذا القانون ودلالات نصوصه التي ما تزال تقدم نظامًا يتجاوب مع طبائع الإنسان وحاجته إلى الأمن الاجتماعي , بكل الرأفة والرحمة والرعاية لضعفه الإنساني . ويركز الكتاب على رسم الخطوات الأساسية التي تعد الكوادر اللازمة لإعادة البناء واستنهاض المسيرة وتوفرها والتي لا بد أن تنطلق خطواتها العملية الأولى من دور التعليم عامة , والعالي منه على وجه الخصوص , مدعمًا ذلك بتجربة رائدة ملموسة , إنها تجربة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا , وما أنجزته من إصلاحات منهجية غير مسبوقة في الفكر والتربية لإعداد كوادر الأمة في مجال إعادة الإعمار والبناء