الإصلاح الجامعي ..الجودة من أجل البقاء :
ان هذا الكتاب قد وصل إلى المرحلة النهائية للنشر منذ عشر سنوات، لكنه لم ينشر واحتفظت به على هذا النحو الذي يراه القارئ اليوم. ومع أني كتبت دراسات أخرى ومقالات أخرى في شئون الجامعات والتعليم العالي في العقد الماضي فإني آثرت أن أحتفظ لهذا الكتاب بكيانه الذي كان عليه في ذلك الوقت بعيدا عن صيحات التجديد في النسيج والتفصيل والتجهيز، ذلك أني تصورته بمثابة الفكرة التي لا يجوز تجاوزها لأن الزمن نفسه لم يتجاوزها، ذلك أننا قصرنا في الأخذ بما كان ينبغي علينا أن نعنى به، ومن ثم تفاقمت بعض المشكلات وبقي بعضها من دون حل ووصلنا إلى حالة من حالات اللاعودة في بعضها واللاعلاج في بعضها الثاني واللاشفاء في بعضها الثالث وإن كان بعضها قد وقف عند حدود الإزمان أي المرض المزمن والحالة المزمنة فحسب. كتبت فصول هذا الكتاب ما بين عامي 2000 و 2004 وكان ظني في ذلك الوقت أن بالإمكان أن تطور الكيان الجامعي على نحو يكفل له الرفعة بعيدا عن إقحام عناصر الربح والخسارة المادية عليه، ولم أكن واهما ولا متوهما لكن مسار التاريخ دفع بالأمور إلى محبي الأوهام، وبقيت طيلة السنوات الماضية أرنو إلى مستقبل يستشرف تجربة فرنسا وأخواتها في مجانية التعليم الجامعي وانفتاحه وحريته وانضباطه، ولا أزال آمل أن يتحقق هذا الأمل الذي تحقق من قبل على مدى ألف عام من خلال جامعاتنا الكبرى العريقة الأزهر الشريف