يتناول ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وطبيعة المشروع أو النظام الإسلامي وأبعاده وعناصره.. فيعرض لإشكاليات النظام الإسلامي، وأن الإسلام ليس مجرد دين، وعلاقة الإسلام بالمسيحية واليهودية، ورأيه في الرأسمالية والاشتراكية.
مراجعة الكتاب لمدير من فريق مفكرون حول كتاب ” الإعلان لإسلامي ” :
بعد قراءتي لكتابه الأول “الإسلام بين الشرق والغرب” لم أكن أتخيل أن بمقدور علي عزت بيجوفيتش أن يكتب بالطريقة واللهجة والأسلوب الذي كتب به “الإعلان الإسلامي”. في الإسلام بين الشرق والغرب حقق انتصارا هادئا على الفلاسفة والمفكرين من أصحاب الرؤية المادية، فيعرض ويجادل بالمنطق العقلي والفلسفة البحتة عن فكرة (الدين) عموما مقابل الرؤية المادية، و(الإسلام) خصوصا مقابل الأديان الأخرى. انتصار قوي مقنع، لكنه هاديء، انتصار لا يحطم عزة المخالف، ولا يكسر كبرياؤه، بل يدعه ينبهر ثم يقتنع على مهل.
أما في “الإعلان الإسلامي” فإن اللهجة تبدو عنيفة.. عنيفة جداً. إنه انتصار أيضا، لكنه انتصار مصحوب بضجة هائلة.. انتصار مروع، يكسر عزة نفس المخالف ويحطم كبرياؤه. يذكرنا بـ “قذائف حق” الغزالي، و “معالم” سيد قطب.. نعم “معالم في الطريق” لكنه “معالم” علي عزت بيجوفيتش كما يحب أن يطلق البعض على الكتاب.
الكتاب مكتوب بحرقة على ما آل إليه العالم الإسلامي (يفضل علي عزت أن يسميه العالم المسلم بدلا من العالم الإسلامي لأنه يرى أن العالم الإسلامي اليوم ما يعد يتبع تعاليم الإسلام فهو مسلم اسما فقط. وحتى يأتي ذاك الزمن الذي يتمسك فيه العالم الإسلامي بالإسلام حينها سيطلق عليه العالم الإسلامي. فهو عالم مسلم لأنه يقول عن نفسه ذلك، ولكنه ليس إسلاميا لأن واقعه يخالف الإسلام) مكتوب بحرقة شديدة، يبدو أن المرارة في قلب بلغت منتهاها.
الكتاب ليس مكتوبا لمن يتشكك في تميز الإسلام عن أي نظام أو مدرسة فكرية أخرى. هذا الإعلان موجه إلى المسلمين الذي يعلمون إلى أي شيء ينتمون. والذين تحدثهم قلوبهم حديثا واضحا صريحا عن الجانب الذي يلتزمون الوقوف فيه. ومن ثم فإنه دعوة لتفهّم النتائج التي تترتب على الموقف الذي يلتزمون به حبا وولاء.
الكتاب قوى لهجة وأفكاراً، لذلك كان سببا رئيسيا في تقديمه للمحاكمة وسجنه، لم تكتف السلطات الصربية بذلك بل قامت بحملة تشويه واسعة متعمدة للكتاب ولشخص مؤلفه، مما دفع المترجم الرائع محمد يوسف عدس (مترجم الإسلام بين الشرق والغرب أيضا) لكتابة مقدمة طويلة تصل لحجم الكتاب نفسه ترد على الشبهات و تدفع التهم الموجهة زورا للكتاب ومؤلفه.
الكتاب يمثل الجناب التطبيقي التركيبي، للجانب النظري التحليلي في كتاب الإسلام بين الشرق والغرب.. إنهما يشكلان معا ثنائية رائعة.