ميزة هذا الكتاب الذي كتبه الجلال السيوطي – رحمه الله- أنه لم يتعرض كثيرًا للخلافات الفقهية عند شرحه لآيات الأحكام، هذا في الغالب، وهذه الميزة بنظري كوني أرى أن التوسع في ذكر تلك الخلافات مكانه كتب الفقه الأصلية، وهو يقول أن الذي دعاه إلى تأليف هذا الكتاب هو رؤيته لكثير من كتب الأحكام وما فيها من الحشو والتطويل وعدم استيفائها لكثير من الاستنباطات، مع إيمانه بأنها مؤلفي الأحكام قد أجادوا وأفادوا من خلال كتبهم.
من منهج السيوطي هنا أنه يذكر الأية التي فيها حكم ثم يبين ما يستنبط منها، لكن يلاحظ على استنباطات السيوطي عدة أمور، أولها: أنه مع ذكره للاستنباطات قد يستطرد فيورد استنباطات بعيدة عن معنى الأية دون أن يعلق عليها، مثلًا: في تفسيره لآية الشعراء : [ أتأتون الذكران من العالمين ( 165 ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ( 166 ) ] يقول : قال محمد بن كعب القرظي: يعني مثله من المباح، فاستدل بذلك على إباحة وطء الزوجة في دبرها. فالسيوطي أورد هذا الاستطراد وهو بعيد عن مراد الأية، ثم لم يعقب عليه لاسيما مع وجود أحاديث تمنع وطء الزوجة في الدبر.