وما زالَ هذا “الكتابُ الصحيحُ” مورداً عذباً للظامئين، وما زالَ مرتعاً خِصباً للدارسين، وإنا لنرجو أنْ ينفرَ منهم طائفةٌ فيُولوا مصادرَه عنايتَهم الفائقة، وطريقتَه في الاختيار رعايتَهم الناطقة…
فيجمع الكتاب كلَّ ما لحديثٍ أخرَجَهُ البخاريُّ مِنْ طرقٍ وألفاظ، ثم يبين ماذا أخذَ البخاريُّ مِنْ تلك الطرق وما ترَكَ، وما فضَّلَ مِنْ لفظٍ وما طوى، وما وراء التكرارِ باتحادِ السندِ واختلافهِ مِنْ أهدافٍ وغاياتٍ، عند ذلك قد يَفهمُ مَنْ يريدُ الفهم كيف تكوَّنَ “الصحيح”، ويفهمُ معنى تخريجهِ واختصارهِ مِنْ ألوفٍ مؤلفةٍ.