إن مسائل العلاقة بين الإنسان وربّه كثيرة، ولكن أهمها وأكثرها تعرضاً للجدل والنقاش، منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا، مسألة التسيير والتخيير في حياة الإنسان، وهي ذات ارتباط وثيق بعقيدة القضاء والقدر. وليس هناك مسألة من مسائل أصول الدين ثار حولها الجدل، في أواخر عصر الصحابة ومع اتساع الفتوحات الإسلامية، ثم استمر أمده وتطاول إلى يومنا هذا، كمسألة التسيير والتخيير هذه فقد جادل عليّ رضي الله عنه أناساً في القدر، وجادل شيخاً بعد انصرافه من صفين، جاء يسأله عن القضاء والقدر، وعن الإنسان أهو مجبر أم مخيّر… وجادل كل من ابن عباس وابن مسعود من جاء يخلط في مسألة القدر ويستشير المشكلات حولها. ثم اتسع نطاق الجدل في هذا الأمر، واشتدّ أواره، حتى تشكلت من ذلك فرق، والتجأ كل فريق إلى ردود ال