إن قضية القدر، من القضايا الكبيرة التي اختلفت فيها الأنظار، والتوجهات، بين الأديان والفلسفات، وتفاوتت فيها أنظار المسلمين أنفسهم تفاوتاً بعيداً، من إفراط الجبرية إلى تفريط القدرية، إلى تجاوزات الفرق المختلفة من المثبتين والنفاة. ومما يؤسف له أن الفرق المختلفة في هذه القضية، تمسك كل فيها ببعض النصوص المؤيدة لوجهة نظره في مقابلة خصمه، كما قصّر كثير منهم نظره على زاوية من الزوايا وأغفل الأخرى. و”يوسف القرضاوي” في دراسته هذه لا يعتمد على فرقة معينة في توضيحه لمفهوم القضاء والقدر، وإنما يعتمد فقط فيما دونه بين طيات رسالته على كتاب الله وسنة رسوله.