إن قضية الإيمان هي أمر يتعلق بوجود الإنسان ومصيره، بل هي أعظم قضية مصيرية بالنظر إلى الإنسان، إنها سعادة الأبد أو شقوته، إنها الجنة أبداً أو النار أبداً، وإن الذي يؤمن بالله والدار الآخرة لا يخاطر بدنياه الفانية ليربح آخرته الباقية… إنه بإيمانه يربح الحياتين معاً. ولكن وفي عصرنا هذا، أصبح الناس يجرون وراء المنفعة لاهثين، حتى أن كثيراً منهم ليرون الحق فيما ينفعهم، لا فيما يطابق الواقع، أو ما تقوم البراهين على صحته، متجاهلين الإيمان ودوره في الحياة.
وهذا الكتاب يلقي الضوء على حقيقة الإيمان والحياة ليبين آثار الدين المباركة للدين في حياة الإنسان حيث بحث الدكتور القرضاوي هذه الحقيقة للدين في جانبه العقدي، الدين باعتباره إيماناً بالله وبرسالاته، وبالدار الآخرة وما فيها من حساب وجزاء وثواب وعقاب. وسيبين بوضوح تلك الغربة الظالمة، التي زعمت أن الدين مخدر للشعوب، أو معوق للحياة، كما يزعم الماركسيون.