حين يكتب «عبد الغفار مكاوي» مسرحية، لا تأخذه نشوةُ السرد المسرحي التقليدي، ولا يتتبَّع وقْعَ صيحات المشاهدين أثناء عرضها، بل يكتب ليُعبر عن قضيةٍ إنسانيةٍ ما، أو ليُجسد قِيمًا مُثلى وأفكارًا عُليا. وهذه المجموعة من المسرحيات هي نصوصٌ مستلهَمة من قصصٍ معاصرة وأخرى تراثية؛ ففي «الانتهازيون لا يدخلون الجنة» نجد الأب الذي أهمل ابنته المريضة، وركن إلى مديره في العمل يتملَّقه ويُظهر له الودَّ حتى ماتت طفلته في غيابه، والمسرحية عبارة عن صياغةٍ حرة لقصة «الجلسة» للكاتب «عبد الرحمن فهمي». أما مسرحية «المرآة» فتأتي محاكاةً لحادثةٍ طريفة لأحد قادة المغول الذي انزعج وانخرط في البكاء حين نظر في المرآة لأول مرة. وفي مسرحية «الحكماء السبعة» المستلهَمة من التاريخ اليوناني القديم، عرضٌ فلسفي للتاريخ السياسي في القرن السادس قبل الميلاد. وعلى هذا المنوال تأتي بقية المسرحيات مستلهَمة ومأخوذة عن حكاياتٍ تراثية قديمة، منها المصرية والصينية والإغريقية.