رواية معقدة في سردها .. تتعدد فيها الأزمنة و تداخل فيها الأحداث لأكثر من جيل مروا في حياة بطل الرواية؛ الرواية تقدم تجربة كاتب سيناريو تلفزيوني .. و حقيقة فإن كثير من تفاصيلها تجدها في حياة الكثير من الكتاب، ولهذا فمن يمارس الكتابة بشكل احترافي سيجد ذاته متحققه في هذه الرواية، ولكن النهاية تأتي غامضة و لا تجيب على اللغز المفروض من اول الرواية، عن طبيعة الرحلة التي يقوم بها الكاتب .. ففي حين تبدو في البداية كرحلة مسماه (سياحة الي المجهول) الا اننا نكتشف ان المجهول الحقيقي و السفر كله في ذات الشخصية ..
فكل الشخوص التي يلتقي بها في الفندق الغريب الذي نزل فيه .. كلها احتكت به و تعرفه بشكل شخصي .. بل و تحاول مساعدته على فهم الماضي .. و تجاوز ازمته الداخلية .. و لكن في النهاية يبدو ان الكاتب لم يرد لبطله ان يتجاوز ازمته الداخلية .. بل يجعله يفر من مواجهة اي شئ حتي ذاته و لا يحقق انتصار معنوي واحد ليصل في النهاية الي تحوله لشخص مثل اي شخص مقيم في هذا الفندق الغريب .. شخص هرب من تجربة حياته .. هرب من عالمه .. و كأن فتحي غانم يريد ان يقول .. أن الكاتب – أي كاتب – ما هو إلا هارب كبير من عالمه و تجاربه … يهرب منها إلي المجهول.