ينقل الدكتور علي شريعتي في كتابه الإنسان والإسلام عن أينشتاين:
جائني سيد وطلب مني ان اكتب مقدمة لكتاب “إلى أين يذهب العلم” لماكس بلانك، إلاَّ أني ضحكت لذلك، فكأنما يريد أن أدل الناس على الشمس بنور شمعة.
وشمس شريعتي التي أشرقت في عام 1933 لا يزال نورها وهَّاجاً في سماء العلم والمعرفة حتى يومنا هذا… ولن تغيب.. لأن سنا ضياها خلوص التوحيد… وشعاع خيوطها صدق الولاية.
وحروفنا قبل كلماته أقل من أن تكون تقديماً ولن تسمو لتكون تعريف، إنما هي ضرورة واجب أصول إعادة طباعة كتاب الأمة والإمامة.
” الأمة والإمامة ” من أشهر وأعرق أصول العقيدة الإسلامية وهي كذلك أكثر الأبحاث جدة وحداثة.
فقد تناولها القدماء والمحدثون كلامياً وفلسفياً ودرسوها بوصفها قضية عقائدية خالصة ومسألة غيبية تماماً.
وفي هذا الكتاب الذي يضم مجموعة من المحاضرات يتناول المؤلف هذا الموضوع من زاويته الاجتماعية، وفي ضوء علم الاجتماع وبلغة جديدة.
والمؤلف في هذا الكتاب يذهب إلى أن الإمام أعم من القائد السياسي، ومن المدير الاجتماعي والبطل والرجل السوبرمان الذي يوجه مجتمعه في حياته اتجاهاً خاصاً، ويحكمه ويديره ويتزعمه ويقوده. بل ألإمام عبارة عن موجود إنساني تشكل روحه وأخلاقه ونهج حياته دلالة لبني الإنسان على كيف يجب أني كونوا وكيف يجب أن يحيوا. وعلى هذا الأساس فالإمام شخص يدل بني الإنسان في وجوده وفكره وطراز حياته إلى الحد الذي يمكنهم أن يكونوا عليه ويدعوهم إلى الرقي والمسير على الصراط وبناء الذات, ويبحث المؤلف في مسألة تعيين الإمام في الأمة إسلامياً، كما يتصور الشيعة فيقول أن الإمامة حق ذاتي ناشئ من ماهية الشخص، فمنشؤها ذات الإمام، وليس عاملاً خارجياً كالانتخاب أو النصب، فهو إمام نصب أم لا، انتخبته الناس أو لا، لأنه يتمتع بتلك المزايا والفضائل.