تفتح أبواب الغرفة ويتدفق الجنود والضباط والقواد يحملون (اريداوس) على أكتافهم. الكل يهتفون–يحيا اريداوس… يحيا الإمبراطور يحيا برديكاس… يحيا القائد… مقدونيا للمقدونيين… لا دخلاء بعد اليوم يقف برديكاس ليتكلم فيسكت الجميع!! سيدي الإمبراطور… أيها الجنود البواسل… أيها القادة الشجعان… اليوم يموت قائدنا المظفر الاسكندر بطل مقدونيا المغوار… ويضع إمبراطوريته الواسعة بين أيديكم لتكونوا أمناء عليها… إن كل شبر من هذه الأرض المقدسة التي فتحناها… كل شبر من تلك الأرض المرصوفة بقتلانا هو جسد مقدونيا ولحمها ودمها… وهذه الإمبراطورية هي كبرياؤنا وقوتنا… وعلينا أن نتقاسم تبعاتها… لهذا فقد وزعت هذه التبعات عليكم لتكونوا مديرين وكلاء تحكمون أجزاء هذه الإمبراطورية العريضة تحت راية اريداوس وتحت وصايتي.
الإسكندر الأكبر مسرحية من أربعة فصول تسرد الوقائع التي سبقت اعتلاء اريداوس (الأخ الأصغر للاسكندر) العرش وتسلمه حكم المناطق والبلاد التي فتحها الإسكندر الأكبر.
مسرحية يقدمها الفيلسوف والأديب الكبير د. مصطفى محمود عن القائد المقدوني الإسكندر الأكبر، وعلاقته بقواده بعد دخوله مصر وإقناع الكهنة له بأنه إبن آمون الإله الذي كان يعبده المصريون، ثم يصور كيف أن تصديق الإسكندر لألوهيته كانت أحد أسباب انتصاراته غير المسبوقة وكراهيته لخلصائه الذين حاولوا تنوير بصيرته وشرح الحقيقة له فقتلهم واحد إثر الآخر حتى قتله غروره آخر الأمر.
شيء آخر يقترحه مصطفى محمود في مسرحيته بخصوص قبر الإسكندر الذي لا يعرف أحد إلى الآن مكانه، فيرى أن الإسكندر قد دُفن بواحة سيوة بمصر المكان الذي أقنعه فيه الكاهن ببنوته لآمون.