فوجئ الشيخ ” محمد الغزالى ” رحمه الله بطلاب الشيوعية يريدونها مذهبا يجرد الحياة من كل صلة بالله واليوم الآخر ويقصر النشاط البشرى كله على عبادة الأرض وتوفير القوت ,أعانهم على هذه الفوضى الروحية والفكرية ما يعانيه العالم الإسلامى من ذبذبة وحيرة وما يرشح عليه من أرجاس الاستعمار الثقافى والعسكري لذلك استل الشيخ قلمه وكتب هذا الكتاب ” الإسلام فى وجه الزحف الأحمر” ليرد كيد الطامعين للنيل من هذا الدين الحنيف.
الشيوعية مذهب مادي بحت ينكر الالوهية وكل ما يتعلق بالدين بالمرة والزعم بأن الشيوعية تنفك عن الإلحاد كالزعم بأن الرأسمالية تنفك عن حرية التملك، وبأن الاشتراكية تنفك عن تأميم المرافق العامة وهذا تدليس لا يخفى على ذي لب وبصيرة وقد تسترت اجندة الشيوعية في العالم الإسلامي بعلة الدعوة إلى مناقشة الفكر الشيوعي وأخذ جيده وترك رديئه ناسين -أو متناسين- بأن الشيوعيين لا يسمحون بأي حوار معهم فرأيهم الصواب قطعا وما عداهم فهو الضلال بعينه متخذين من هذه العلة رداءا لنشر مذهبهم ولكن الله أبى إلا أن يقطع دابر المجرمين وكان المفروض أن تموت الشيوعية في مهدها بعد ما صادرت مبدأ الملكية الخاصة في أعقاب مصادرتها للدين نفسه ولكن بجهود هؤلاء الشيوعيين المندسين ازدهرت الشيوعية لفترة من الزمن ثم سقطت بعد سقوط الإتحاد السوفييتي.