( ليس هناك شك فى أننا سنة 1967 واجهنا تجربة مزعجة مهما كانت تسميات لها : نكسة , هزيمة , أو أى وصف آخر .
وأن كنت شخصيا لا أميل الى وصفها الهزيمة . ذلك لأن الهزيمة تعنى تسليم طرف –بالكامل – لطرف أخر . فاذا رفض هذا الطرف أن يسلم وهو مالك لأرادته – فهو اذن غير مهزوم . وأكثر من هذا فإن هذا الطرف اذا صمم على المقاومة وأعطى نفسه أمكانية العودة بأقتدار الى ميدان الصراع , فهو إذن لم ينهزم , بل هو – أكثر من ذلك – استعاد لقوته فرصتها من جديد حتى فى إحراز النصر .
ولعلنا نتذكر أن أستاذة أبتداء من ” ميكافيللى ” وحتى ” فوهللر ” يقولون إن أى حرب لها هدفان :
1- هدف إبتدائي : تحطيم القوة العسكرية لدى العدو .
2- هدفى نهائئ : تحطيم أرادته .
وفى 5 يونيو سنة 1967 نجح الطامعون فى هذه الأمة فى” تحطيم قوتها المسلحة , وكان هذا هو الهدف الأبتدائى . ولكنهم لم ينجحوا فى تحقيق هدفهم النهائى وهو ” تحطيم إرادتها ” ..
وهم الأن يريدون منها أن تنسى ذلك , رغم أن هذا الهدف النهائى لم يتحقق حتى فى سنة 1967 , كما أن الهدف الأبتدائى بدوره أفلت منهم أيضا فى نفس السنة , لأن أرادة الأمة دفعتها الى إعادة بناء قوتها المسلحة , والعودة بسرعة الى الميدان القاتل حتى وصلت من 5 يونيو 1967 الــــى 6 أكتوبر 1973 .