في “البحث عن المكان الضائع” ماسحة لا متناهية لخيال غني ثري بمشاهد منفتحة على عالم الصحراء الغامض الذي يحمل أسراراً يحمل ألغازاً تبقي النفس رهينة يزيد منها هسيس حروف الكوني التي تنقل للقارئ حديث الصحراء في صمتها. وفي البحث عن المكان الضائع أفق واسع لأفكار تحمل في جذورها حكماً وفلسفة تحاكيانا الصحراء في عمق أبعادها وتماثلها في غرابة طبيعتها المتألية من الثورة العارمة إلى السكون المطبق. فالكوني ساكن الصحراء والملفوف بسحرها والمتأنق بروعة غموضها والمتسربل بعراقة أساطيرها، يقلب صفحاتها، وينقل للقارئ حكايا قاطنيها، ويأخذه وعلى غفلة منه إلى عالم الكهان والعرافين والساحرات وإلى عالم ذاك الغريب الذي يحمل عصا الترحال بحثاً عن مكانه الضائع.