فقد صدر عن المدخلي المُبتلى بالإرجاء، في موقعه على الإنترنت، كلمات يموه بها على عقول الشباب بما يورده خلالها من أسماء علماء المسلمين وما ينقله عن كتب السنة وأهل الحديث، ثم يعرضه عرضا ملتويا، هو في حقيقته – لمن له بصيرة – حجة عليه، لا حجة له، وكأنه هو صاحب علم الحديث، ومنشئه، والموكّل بحفظه!
يعلم الله سبحانه أنه أبعد الناس عن الحديث وعن سنة قائله عليه أفضل الصلاة والسلام، وإن تشدّق بكلماته هذه، فالعلم بالحديث يتبعه علمًٌ بمنهج السنة في النظر والإستدلال، وفقه في دين الله، وبصيرة في واقع الناس، تجعل العالم بصير بمقصود الشارع في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لا يتحلى به هذا الرجل في قليل ولا كثير.
والرجل تائه منحرف لا محالة.
فمنهجه في الإرجاء معروف، بل وغلوه في الإرجاء بما لم يحكى حتى عن السابقين من المرجئة؛ مدون عنه، حتى أنه جعل منزلة الحكم بالقوانين الوضعية وإقامة تشريع مواز لشريعة الله وترك الشريعة الحقة وتنحيتها جانبا والحكم بين المسلمين في أبضاعهم وأبشارهم وأموالهم بما شرّع “نابليون” و “بوش” وغيرهم من شياطين الإنس، والإعتداء على دعاة الإسلام وقتلهم وتشريد أهليهم، جعل كل هذا ذنبا بمنزلة من “دخّن سيجارة” أو شاهد فيلما سينمائيا!