إن من يريد الفكاك من مقاصد النصوص المقدسة.. إما لعدم الإيمان بقداستها.. أو لانحرافات فكرية ومذهبية.. أو لغير ذلك- يتخذ التأويل- الذي يصرف الكلمات عن معانيها الظاهرة إلى معانيها المجازية والباطنة- سبيًلا للفكاك من المقاصد والتكاليف التي جاءت فيها.. ولقد انطلق عدد من الكتاب المسلمين- دعاة التنوير الغربي والفلسفة الوضعية اللادينية- من نظرية “موت المؤلف” وأن سنة الدين والقرآن الكريم والوحي والنبوة، إلى ألوان من التفسير المادي للوحي والنبوة والدين، بلغت في الغلو والغرابة والشذوذ الحد الذي نافست فيه التأويلات الباطنية القديمة، وشردت عن طريق الحق والهداية، ونافست نفسها في فرض الجهل والجهالة على عقول المتلقين لها، فوجب على عقلاء الأمة القاصدين صلاحها وصلاح أبنائها أن ينتبهوا وينبهوا من هذه الشرور، ويرفعوا عن كاهل هذه الأمة- المبتلاة بنفسها قبل غيرها- آثار الجهل والخرافة.