تجتمع في هذا الكتاب جملة من النصوص التي نشرت في السنوات الماضية التي شهدت تكاثفاً وتكاتفاً وغلبة واضحة لعوامل الانحسار التاريخي في العالم العربي. ولعل من أكبر آليات هذا الانحسار فاعلية ذلك التكامل المرئي الذي كاد أن يبلغ التمام بين تباينات تاريخية شتى، قد يكون أكثر معالمها فتكاً بالمستقبل المرجو تكامل المشروع الوطني النهضوي الديموقراطي، الذي يمثل خطاً أساسياً من خطوط التاريخ العربي والعالم، ثالثي الحديث من جهة، والقوى والكيانات السياسية التي تدّعي هذا المشروع، رغم ارتكازها إلى أسس اجتماعية وسياسية وتاريخية مغابرة ومناوئة وتبنيها لخطوط فكرية وتاريخية معاكسة، للترقي في تلفيق أيديولوجي دولاني أصبح عادياً في العالم العربي اليوم.