يلزم التنويه هنا بالدقة التي أبداها المؤلف في توضيح التاريخ الصاخب والثري لذلك الاجتهاد، من دون أن يهمل تسجيل عواقبه المذهبية والسياسية. غاية هذا الكتاب ليست الاكتفاء بسرد تاريخ الاجتهاد، بل هي أكثر من هذا إعطاء تعليل نقدي قائم على وصف دينامي للخطابات المركزية في الإسلام، من فقه وكلام وتصوف. التعليل نقدي والوصف دينامي لأنهما يعرضان تقابل وجوه “الاجتهاد الأيديولوجي” الكبرى في صراع اكتساب (أو انتزاع) حق تأويل (النصوص التأسيسية) وتملكها.