إنّ التعددية في الاسلام، كانت تحيزّاً لفرقاء يجمعهم جامع الاسلام، وهي بهذا المعنى قانون التنوّع الاسلامي في إطار الوحدة الاسلامية.
إن التعددية، الموزونة بميزان الوسطية الاسلامية، لابد وأن تكون تحيزاً لفرقاء يجمعهم جامع الاسلام، وتنوعاً لمذاهب وتيارات تظللها مرجعية التصور الاسلامي الجامع، وخصوصيات متعددة في إطار ثوابت الوحدة الاسلامية، الامر الذي يجعل هذه التعددية: نمواً.. وتنمية للخصوصيات، مع احتفاظ كل فرقائها، واطراف الخصوصيات، وافراد التنوع بالروح الاسلامية، والمزاج الاسلامي.
في الإسلام تبلغ التعددية مكانة « السُّنة » و « القانون » الإلهي الذي لا تبديل له ولا تحويل.. فهـي لـيسـت مجـرد حـق من حـقـوق الإنـسـان، يخضـع للمنـح.. والمنـع.. والتنازلات.. والمساومات!.. وهي – أيضًا – لا تقف عند السياسات .. وإنما هي القانـون العام في جميع عوالم المخلوقات.. من الجماد إلى النبات إلى الحيوان إلى الإنسان إلى الأفكار.. فما عدا الذات الإلهية قائم على التعدد والتنوع والاختلاف. لكنها لا تصل إلى التفكيك.. والتفتيت.. وخاصة في الثوابت والأصول، التي تمثل الوحدة والأرض المشتركة التي تحتضن التنوع والاختلاف.. ولتقديم المذهب الإسلامي المتميز في فلسفة التعددية.. وتطبيقاتها.. ولكشف الغموض في هذه المعضلة الفكرية… يصدر هذا الكتاب.