لعل نظم التعليم في أي بلد تعد من أوثق المصادر للكشف عن حقيقة أهدافه ومشروعاته، لأنه وإن أخفاها في مسارح السياسة الموقوتة المتلونة، لا يملك إلا الإفضاء بها وهو يمليها على الناشئة الذين سيتحملون متابعة حملها في المستقبل الذي يتطلع إليه.
ولذا كانت هذه الدراسة أكثر من مجرد عمل ثقافي للإطلاع والمعرفة، وإنما هي دراسة لجانب من أساليب العدو في تشكيل المستقبل الذي يوده لأمتنا وحضارتنا، دراسة قائمة على أساس من البحث العلمي الدقيق الذي يتحرى الحقائق من مصادرها، حتى لا يبقى للرأي مجال ولا للاجتهاد سوق.