ًبحث موجز في نقد التوراة التي بين أيدينا الآن ما فيها من تناقضات بين نسخها الثلاث الأصلية، وافتراءات علي أنبياء الله. فلم ينج حتي الأنبياء أحدا من التلطيخ، نوح يسكر حتي يضاجع بناته فاقداً للوعي، وهذا يعقوب يسرق البركة والنبوة مستغلاً عمى أبيه، ويهوذا زني بامرأة ابنه، وداود يشتهي زوجة فيرسله للقتال لتخلوا له، وهذا نبي الله سليمان يعبد الأصنام في أخر حياته، وهارون يصنع العجل الذهب ويعبده، حتي موسى تقول التوراة المحرفة أنه خان ربه ولم يقدسه لذلك حرمه رب التوراة من دخول الأرض المقدسة.
ومن عجائب تحريف التوراة أن مصر لا تذكر إلا ويهددها رب التوراة المحرفة بالويل والسبب التي تسوقه التوراة أن نوح سكر وتعرّى فابصر الابن الصغير حام عورة أبيه مكشوفة فأخبر أخويه سام ويافت فجاءاً وسترا عورة أبيهم، وهذا كان كافيا لصب لعنات الزمان علي الابن الصغير بأن يظل هو وذريته من بعده عبيدا لذرية سام. تكاد تكون منشورا سياسيا في فقرة وعد وعهد لشعب الله المختار بأرض من الفرات إلي البحر الغربي.
الاختلافات الجوهرية بين النسخ الثلاث المعتمدة للتوراة تكاد تنطق بفضح التحريف، تقول النسخة السامرية أن آدم عاش إلى زمن الطوفان وأنه أدرك نوح وعاش معه 223 سنة، بينما تقول النسخة العبرانية أن آدم مات قبل نوح بمقدار 126 سنة، بينما في النسخة اليونانية أن آدم قد مات قبل ولادة نوح بمقدار 732 سنة، مع أن جميع النسخ اتفقت على أن عمر آدم 930 سنة، والأمثلة كثيرة على أوجه التناقض الجوهرية