عندما يدخل القارئ أو الباحث إلى عالم عباس محمود العقاد فهو ألقى بنفسه في بحر واسع من الثقافة العميقة الأصيلة الثابتة كلما سبح فيها المرء كلما إزداد طلبه للعلم. فنجد في أعماقه الحديث في السياسة و الفلسفة والدين والاجتماع والتاريخ واللغة العربية وآدابها ومع هذا الكتاب الذي يحدثنا هذه المرة عن الثقافة العربية وأصالتها وقدمها على كل الثقافات التى تدعى بالخطأ أنها الأقدم في التاريخ يقدمها حقيقة أكيدة ومفاجئة لمن تعود الجهل فيبدأ بعد تقديم هذه الحقيقة بشرح صحتها بتعريف العرب وتعلم اليونان من الثقافة العربية كذلك في الدين وليس كما يدعى العبرانيون.. وهكذا يطوف بنا على الشعر واللغة والدين و الفلسفة لينتقل بعقولنا من مستوى إلى آخر أسمى وأعلى وأرحب.