لم يدرِ بنفسه الا محدثا أفكاره المتخبطة وأحاسيسه المتشابكة قائلا:
-ما هذا الجنون بحق السماء؟,كأنى لم أكن متواجدا بين سجلات الأحياء قبل يومى هذا,وكأنى من مواليد الساعات الماضية وليس كما يبدو أننى من أصحاب العقود,من يكون ذلك العجوز فى هذه الصورة ومن يكون ذلك الاسم فى تلك الورقة؟,أهو كابوس سخيف أعيشه الآن بلا قدرة منى على الاستيقاظ أو استطاعة للافاقة؟,ما تكون قصتك يا….
قالها وأمسك رأسه قبل أن يستطرد
قائلا:
-اللعنة,أنا حتى لا أذكر لى اسما,كأنى مسافر بين أمواج من الظلمات وقد حللت لتوى على شاطئ جديد,لا تراودنى أى من ذكريات أخرى عن أسفارى السابقة,لا أدرى أى الشواطئ حططت عليه رحالى قبل شاطئى هذا,أى السفن شددت على متنها عزمى قبل سفينتى هذه,بل وأجهل كل شئ عن سالف رحلاتى التى سبقت رحلتى الجديدة تلك الموشكة على بداية لا أعلم نهايتها!