في لحظة بوهيمية، تزيح غادة السمان الستار عن عواطف متسربلة بنداء الوجود، وعن حب غائر غامر يلف الروح والفؤاد… في لحظة بوهيمية ينطلق حُب بوهيمي لا يعرف الإسار… يضيء السطور… يزيح المحظور في لفتات شعرية آسرة تعلن الحب من الوريد إلى الوريد
تقودنا غادة لحالة من التشبع من الآلام والأحزان في فيض من العتاب واللوم. وتسور هذا كله بتأوهات الجراح التي نكأتها داخل كل صاحب ذكرى. استطاعت غادة أن تدخل إلى صانع الذكريات في داخل كل إنسان. فالديوان لا يرتبط بامرأة تعاتب رجل ، ولكنها تنساب إلى قلب كل رجل وإلى عقله تحدثه عن عوالم قد خلفها في ماضيه، أو صنعها في حاضره. أو حتى أنه كان من ساكنيها حينما تقمصت امرأة دور الموسى وتقطع بشفراتها الحادة شريان رجل وتدعه ينزف إلى الموت. وهذا الإسقاط قد لا يتفق معي فيه الكثيرين لأن هناك من الشعراء الرجال من سد هذة الثغرة بإشباع يكفي أعماراً.