يهدف هذا الكتاب إلى التعرف على الإشكالية التي يثيرها ما يسمى بالخطاب العربي، عندما يطال ما يسمى بتيار الصحوة الإسلامية أو بالأصح الحركات الإسلامية المعاصرة. والكاتب يطرح عدة أسئلة تدور حول ارتباط ظاهرة الإسلام السياسي بالظاهرة الساداتية في مصر ويبحث في الكيفية التي ترافق أو تزامن بها المشروع الإسلامي السياسي للإخوان المسلمين في مصر مع سنوات ارتفاع قوس الناصرية وازدهارها كما يحلل ظاهرة الإسلام السياسي وكيفية انتشارها في أوساط الشباب العربي حيث يرى البعض أن هذه الظاهرة ترتد إلى أسباب سيكولوجية بحتة كمحاولة للهرب من عالم الواقع إلى عالم الميثولوجيا المفلسة بينما يردها البعض الآخر إلى أصولها الاجتماعية الطبقية، ويرى آخرون أنها ترتبط بظروف طرفية.
والمؤلف يذهب إلى أن إمكانية الحوار بين القوميين والدينيين تضيع لصالح الإيديولوجيا المتخشبة، إذ إن الخطاب التقدمي العربي عندما يعالج ظاهرة الحركات الإسلامية المعاصرة يكشف عن خلل مزمن في طريقة تفكيره. فهو يضحي بالواقع لصالح النص، وبالحركة لصالح الأيديولوجيا المتخشبة وأحكامها المسبقة.
لذا فهو يتفصل مع العنف الذي يهدف إلى إلغاء الطرف الآخر وتدميره. فهذا الخطاب يؤسس للعنف الذي يتحد بجسد السلطة والذي يكشف عن خطاب مؤدلج يستعير أدوات التعبير عن نفسه من ثقافة أخرى أوروبية، مركزية، استشراقية، ماركسوية تحصر السياسي بالطبقي وبالتالي بالتاريخ الأوروبي وحده والذي ينظر إليه على أنه سقف التاريخ.