إن تركيز الحركات الإصلاحية حتى اليوم على “السياسي”، وعلى الوسائل والأدوات والآليات، إنما هو هروب من مواجهة الحقيقة بالعمق وبالشجاعة المطلوبة، وذلك لا يكون إلا بتأثير الكوابح التي صنعتها، والتي تمترس خلفها قصور ثقافة الأمة، وقصور مناهج فكرها وتربيتها، في عموم الخطابات الإسلامية التراثية الترهيبية.
إن حراك العمل السياسي وحده، دون إحياء موت فكر الأمة ووجدانها، لا يحل مشاكلها، ولا ينمي على الحقيقة طاقاتها وقدراتها، ويكون بذلك وفي ضوء معطيات الصراعات والتحديات الكونية الحضارية – إستنزافاً للطاقة، ولوناً من الحرث في البحر يسهم – في كثير من الحالات دون وعي أو قصد في إستمرار تدهور الأمة، وتفاقم أزمة وجمودها.