هذه الرسالة العربية قد ألقيت درساً في الجامع الأموي بدمشق منذ أربعين عاماً، وذلك بناء على إصرار العلماء هناك، واستمع إليها ما يقرب من عشرة آلاف شخص، بينهم مالا يقل عن مائة من كبار علماء الشام. إن الحقائق الواردة فيها، قد أحسها “سعيد القديم” بإحساس مسبق. فزفها بشائر عظيمة بيقين جازم، ظناً منه أن تلك الحقائق وشيكة التحقق، بيد أن الحربين العظميين، والاستبداد المطلق الذي استمر ربع قرن من الزمان، قد أديا إلى تأخر تحقق تلك الحقائق أربعين أو خمسين عاماً.